تعلم سقاك الله غيث مودة

أَجِدَّك شمّرْ فالعُلى وِجْهة الفخْر

وأَدْرِكْ سَبيل الْمَجْد بالعلْم والفكْرِ
فما العيش إلا لمحة من غياهب
طوتها خوالي الحيْن من صفحة الدَّهر
وخاض ظلام الجهل يعلو مشارفا
وَيُسْدلُ في الأحياء سترًا على الغمر
فأومَضَ برْقٌ شخَّصَتْه مدَارسٌ
تُنيرُ فجَاجَ الْقَلْب بالْمَبْسم الدُّرِّي
تَلألأ في جيد الزمان بريقها
فكانت كعقد الدر لاح على النَّحْرِ
تؤلف أطفالا وتنجب مفخراً
وتروي صداهم من سحائبها الغُرِّ
أماطت ستارا للبراءة قامـعا
وأجلت يواقيــتا منضدة السِّر
تنَوَّرها جيش الطفولة فاعتلى
بمجد سماء العلم فخرا على فخْر
وأشعل قنديل الفصاحة في العلى
وأُوقِظَ نَبْضُ العِلْم في الشِّعر والنَّثْر
فلَمْ يبْقَ إلا نَسْمة العِلم في الرُّبَى
تعَاطىَ سَنَا الأمْجادِ من زَهْرها العِطْرِي
لعمري لفي العلم النفائس جمَّة
تلامس نبض السُّحْب والأنْجُم الزُّهر
تُحلِّق في جوِّ المعالي بنوره
وتغفو بأحضان الفصاحة عن خُبر
يغوص كفي عمق السعادة مترفا
فلم يرْأَهَا من يجهل الغوص في البحر
وربك مايسمو الجهول ولا يرى
بشائر خير حسبُ من بلل القطر
يعيش ليالي الغُبن واليوم بائسا
فَلَهْفِي على ماضيَّع الخرق من بِرِّ
تعلم سقاك الله غيث مــودَّة
يفُوحُ بريحـان فيُنشي بلا خمر